Mr.@hmed المدير العام
الابراج : عدد المساهمات : 450 نقاط : 2640 السٌّمعَة : -1 تاريخ التسجيل : 18/01/2011 العمر : 29
| موضوع: أسم الله الحليم الخميس يناير 20, 2011 5:12 pm | |
| مع اسم الله الحليم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نلتقي أخواتي فى الله مع اسم من اسماء الله ورد ذكره فى القرآن الكريم(11 ) مرة مقترناً تارة باسمه تعالى الغني مرة واحدة, ومرة باسمه تعالى العليم(3) ومرة باسمه تعالىالشكور مرة واحدة ومع اسمه تعالى الغفور (4) مرات مقدماً ومرتين مؤخراً. قال تعالى: {وأعلموا أن الله غفور حليم}-البقرة 23
يقول بن فارس فى مقاييس اللغة(2\93 )(الحاء -واللام -والميم)
أصول ثلاثة :-
الأول: ترك العجلة. الثاني : تثقب الشىء. الثالث: رؤية الشىء فى المنام.
وهى متباينة جداً تدل على أن بعض اللغة ليس قياساً وإن كان أكثره متقاساً. فالأصل الأول:
الحلم خلاف الطيش.يقال :حلمت عنه أحلم,فأنا حليم.
والأصل الثاني:
قولهم حلم الأديم :إذا تثقب السمن
والأصل الثالث:
الحلم وهوالرؤيه أثناء النوم يقول حلمت أى رأيت مناماً. وأما الحليم فى صفة الله عز وجل فهو الذى حلم على العباد فلا يعاجلهم بالعقوبة ليتوبوا إليه والحلم أى ترك العجلة والطيش وكل ما يضاد الخلق المحمود الذى هو الصبر والثبات فى الأمور ولذلك فهو الحليم وهوذو الصفح والأنابة الذى لايستفزه شيء ولاغضب ولا يستخفه جهل جاهل ولاعصيان عاصي ولايستحق الصفح مع العجز أن تقول هذا حليم أنما الحليم هو الصفوح مع القدرة على الأنتقام المتأني الذى لايعجل العقوبة وأيضاًلايحبس عنا أنعامه وأفضاله بمعاصينا أبداً ولكنه الحليم -العفو -الغفور. ولايحبس رزقه عن العاصي بل يرزقه كما يرزق المطيع ويبقيه وهو منهمك فى معاصي
وكما يبقي البر التقي بل يقيه الآفات والبلايا وهوغافل لايذكره ولايدعوه ,وهو سبحانه أيضاً يقي الناسك العابد الذى شغلته العبادةعن المسألة.
وقد قيل أنه لايستحق أحد اسم الصلاح إلا أن يكون حليم-أى موصوف بالحلم فقد دعا أبو الأنبياء ربه فقال : {رب هب لي من الصالحين } فاأجابه ربه تعالى :{فبشرناه بغلام حليم }
فدل على أنه لايستحق الصلاح إلا مع الحلم. فالحليم هو الذى لايستخفه عصيان العصاة ولايستفزه الغضب عليهم ولكنه جعل لكل شيء مقداراً فهو مُنته إليه. الحلم بالكسر: الأناة والعقل.وجمعه أحلام وحلوم .
وفي التنزيل :{أم تأمرهم أحلامهم} ويقول الغزالي في المقصد الأسني 94 : الحليم :هو الذى يشاهد معصية العصاة ,ويرى مخالفة أمره,ثم لايستفزه الغضب ولايعتريه الغيظ,ولايحمله على المسارعة إلى الأنتقام مع غاية الإقتدار عجلة -وطيش. كما قال تعالى:{ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة} فاطر\ 40 . يقول القرطبي في القول الأسني(1\ 92):
الحليم نطق به التنزيل قال تعالى:{وأعلموا أن الله غفور حليم} البقرة \235 ويجوز إجراؤه على العبد وصفاً منكراً,قال الله العظيم :{فبشرناه بغلام حليم} وهذا الأسم جاء على وزن "فعيل" قرآناً وسنة للمبالغة,ولم يأتي على فاعل إلا وصفاً لغير هذا المعنى,يقال :"حلم يحلم حلماً " وهذا الأسم مفهومه الصبر عن إستعجال المجازاة مع الإقتدار عليها لاستدراك العفو ,ولاظهورالفضل,وإنهاء الغدر ,أو لحكمة بالغة. قال الخطابي:الحليم: هو ذو الصفح والأناة الذى لايستفزه غضب ولا جهل الجاهل ,ولا عصيان عاص,ولا يستحق الصافح مع العجزاسم الحليم ,إنما الحليم هو الصفوح وع القدرة ,المتأني الذى لايعاجل بالعقوبة. قال بن الحصار: فإن قيل :فكيف يتضمن الحلم الأناة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :"إن فيك خصلتين يحبهما الله,الحلم والأناة" (أخرجه مسلم والترمذى وابن ماحه)
فعددهما,فأعلم أن الأناة قد تكون مع عدم الحلم,ولايصح الحلم أبداً إلا مع الأناة,والأناة ترك العجلة ,فقد تكون لعارض يعرض,ولايكون الحلم أبداً إلا مشتملاً على الأناة. وكذلك لايكون الحليم إلا حكيماً واضعاً للأمور مواضعها ,عالماً قادراً,فإن لم يكن قادراً كان حلمه ملتبساً بالعجز والوهن والضعف, وإن لم يكن عالماً فإن تركه الأنتقام للجهل ,وإن لم يكن حكيماً فربما كان حلمه من السفه تعالى الله عن كل ذلك علواً كبيراً.
ذكر حلم الله عزوجل في القرآن
ـــــــــــــ
قال الله العظيم :{ ولو يعجل الله للناس الشر أستعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم}يونس\11.
وقال تعالى:{ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى}فاطر\ 32 .
وقال :{وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعداً}الكهف\85 .
وقال:{وإذا قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} الأنفال\32.
فهذا هو الحلم العظيم ومثله:{وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب} ص\16وأمثاله في القرآن كثير مما صدر من الجهال والأجلاف والسفهاء,وأشد منه قول اليهود:{يد الله مغلولة} المائدة \64. وقالوا أيضاً:{إن الله فقير ونحن أغنياء} آل عمران\181.
ثم هو يغنيهم من فضله وأحسانه.
قال بن القيم فى نونيته الرائعة: وهوالحلـيم فلا يعـاجل عبـده بعقـوبة ليتـوب من عصـيانه وهـو العفـو لـولا عفــوه لاغـارت الأرض بالسـكـان
قال القليشي:فائدة علميه: أما أتصاف الله سبحانه بالحلم بمعنى البراءة عن الطيش فمعلوم بالبرهان المؤدى إلى معرفة كمال الله تعالى , وأما أتصافه بالحلم بمعنى تأخير العقوبة أو رفعها فأحدهما معلوم بالمشاهدة,والثاني بالموارد النقلية وإجماع أهل الملة الحنيفية,وأما تأخير العقوبة في الدنيا عن الكفرة والفجرة من أهل العصيان فمشاهد بالعيان,ولأن نراهم يكفرون ويعصون ,وهم معافون وفي نعم الله يتقلبون,وأما رفع العقوبة في الأخرى فلا يكون مرفوعاً إلا عن بعض من استوجبها من عصاة الموحدين وأما الكفار فلا مدخل لهم في هذا القسم ولا لهم في الآخرة حظ من هذا الاسم. *أقتران اسمه تعالىالغني الحليم*
قال تعالى :{قول معروف ومغفرة خيراً من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم}
وفيه معنيان:
أحدهما : أن الله غني عنكم لن يناله شيء من صدقاتكم ,وإنما الحظ الأوفر لكم في الصدقة,ونفعها عائد إليكم لاإليه سبحانه وتعالى,فكيف يمن بنفقته ويؤذى مع غني الله التام عنها وعن سواه,ومع هذا فهو حليم إذ لم يعاجل المال بالعقوبة. والمعنىالثاني: أنه سبحانه وتعالى مع غناه التام من كل وجه فهو الموصوف بالحلم والتجاوز,والصفح مع عطائه الواسع ,فكيف يؤذى أحدكم بمنه وأذاه مع قلة ما يعطي ونزرته وفقره. أقتران اسمه تعالى الغفورمع الحليم قال تعالى:{ولاتعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله وأعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فأحذروه وأعلموا أن الله غفور حليم} فإنه تعالى لما ذكر التعريض بخطبة المرأة ةالدال على المعرض في قلبه رغبة فيها ومحبة لها ..ذيل الآية بهذين الاسمين العظيمين"الغفور الحليم" فلولا مغفرته وحلمه لعنتم العنت ,فإنه سبحانه مطلع عليكم علم ما في قلوبكم ,فغن وقعتم في شيءمما نهاكم عنه فبادروا إليه بالتوبة والأستغفار فإنه هو الغفور الحليم. اللهم أقبل توبتنا أنا هدنا إليك وعاملنا بكرمك وحلمك وعفوك أنك على ذلك قدير وبالأجابة جدير | |
|